ووصل قبل أيام الجدل المثار حول مسلسل “فتح الأندلس” ، إلى ردهات المحاكم بعدما قرر محمد ألمو، المحامي بهيئة الرباط، رفع دعوى استعجالية بالمحكمة الابتدائية في مدينة الرباط، ضد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية التي تبث المسلسل خلال شهر رمضان.
ورفع المحامي دعوة ضد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة نيابة عن الناشط المدني والحقوقي رشيد بوهدوز ، مطالبا بإيقاف بث هذا المسلسل، بدعوى تضمنه مغالطات تاريخية تسيء إلى القائد المغربي طارق بن زياد.
وقال المحامي في نص مقال الدعوة ، أن بوهدوز وهو مواطن مغربي وفاعل جمعوي و سياسي مھتم بالدفاع عن الھوية الوطنية وثوابت المملكة المغربية المتحدر من منطقة الريف يطالب بإيقاف المسلسل المذكور.
وأضافت الوثيقة أن هذه الدعوى تأتي “بحكم تشبع العارض بھذا الوعي الھوياتي فقد فوجىء وھو يتابع البرامج الرمضانية على القناة الأولى التابعة للمدعى عليھا ببث و عرض مسلسل تاريخي بعنوان ” فتح الأندلس “، يعرض بعد الإفطار طيلة شھر رمضان على مدار 33 حلقة”.
وتابع المحامي في المقال الإستعجالي أن ” المسلسل الذي تم تقديمه من طرف صانعيه كونه يحكي قصة القائد طارق بن زياد خلال رحلة فتحه للأندلس، باستعراض أحداث و وقائع تعكس الصعوبات التي واجھھا في ھاته العملية ضمن فترة التحضير لعبور البحر عن الحقبة التاريخية الواقعة بين 96 و 89 ھجرية و 709 إلى غاية 715 ميلادية، حظي بمتابعة كبيرة بحكم بثه أثناء عملية الإفطار التي تشكل ذروة المشاھدات التلفزيونية من طرف مختلف فئات المجتمع المغربي”.
وأردف ذات المتحدث أن ما يجعله في وضع متميز من حيث تأثير محتوياته على جمھور واسع من المغاربة، وعلى امتداد الحلقات المعروضة لحدود الآن، مسترسلا “تفاجأ العارض و معه أغلب متابعي المسلسل أنه يتضمن محتوىً لا ينسجم مع ثوابت التاريخ العريق لبلادنا، إذ أن أحداث ھذا المسلسل و الشخصيات التي لعبت الدور المحوري فيھا تنشر مضامين تحتوي على عدة مغالطات تاريخية مسيئة للبديھيات التاريخية والجغرافية للمغرب ومخالفة بذلك ما أجمعت عليه أغلب المصادر التاريخية العلمية والتي أرّخت للأحداث التي يتناولھا المسلسل المذكور”