26/03/2022. Hasritv.com
انطلقت أشغال المؤتمر الوطني السادس لحزب جبهة القوى الديمقراطية، أمس الجمعة، بمدينة العيون، على إيقاع الصراع والاتهام ب”تهريب” المؤتمر من قبل حميد شباط، الملتحق بالحزب قبيل الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، في وقت ستناقش فيه الأمانة العامة قرار فصله، بعد رفضه المتول أمام اللجنة التأديبية. وخرج حميد شباط، في فيديو نشر على موقع التواصل الاجتماعي بالفايسبوك، تحدث فيه عن “الحكم القضائي الصادر في قضية إفراغ المقر المركزي للحزب، وكذا تهريب المجلس الوطني إلى كلميم، وبعده المؤتمر الوطني إلى العيون، رغم مقاطعة أغلبية المناضلين نظرا لانعدام الديموقراطية، وما حصل في المجلس الوطني من تزوير وسوء تدبير”.
كما لمح شباط “إلى عدم عقد المؤتمرات الإقليمية بطريقة ديمقراطية لاختيار المندوبين للمؤتمر أو لائحة المجلس الوطني”، مبديا أسفه لما أسماه “إجهاز الأمين العام على حزب الجبهة بعمله الانفرادي”. وأصدر كذلك بيانا بصفته الأمين العام الجهوي لحزب جبهة القوى الديمقراطية بجهة فاس مكناس، رد فيه على رسالة دعوته إلى حضور جلسة تأديبية، حيث قال إن “الدعوة صادرة عن جهة منبثقة عن تنظيم إقليمي غير قانوني ومطعون في شرعيته أمام الجهة المختصة”. وذكر، أيضا، أن “مقرر إعفائه من مهمة الأمين العام الجهوي الصادر عن الأمين العام للحزب غير مشمول بالنفاذ وهو محل طعن بالبطلان أمام المحكمة الابتدائية بالرباط”. من جانبه، نفى مصطفى بنعلي، الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، تهريب المؤتمر الوطني السادس للحزب إلى مدينة العيون كما يدعي حميد شباط، مشددا على أن أشغال المؤتمر التي هي لحظة فكرية بامتياز، تعقد في إطار الشرعية.
وأوضح مصطفى بنعلي، في ، أن أشغال المؤتمر لن تتأثر بالحملة التي يقوم بها شباط للاستيلاء على الحزب، مشيرا إلى أن وضعيته الآن لا تخول له القيام بأي شيء، ولا التأثير في أي حدث داخل الجهة، بعدما اختار أن يكون عضوا عاديا، ومستشارا جماعيا باسم الحزب. كما أعلن أن القرار الذي اتخذته الأمانة الإقليمية للحزب بفاس، أول أمس الخميس، والتي قضت بفصله من الحزب، أحالته عليه بصفته أمينا عاما، وبدوره سيعرضه على اجتماع الأمانة العامة الذي سينعقد خلال اليوم الأول من أشغال المؤتمر التي انطلقت أمس، لاتخاذ القرار المناسب. وبحسب مصطفى بنعلي، فإن ادعاء شباط تهريب المؤتمر هو تصريح مجانبة للصواب يمكن وصفه ب”الثقافة الانقلابية”، التي ينأى بنفسه عن الرد عليها، مؤكدا أن عقد المؤتمر في العيون يندرج في سياق اعتبار جبهة القوى الديموقراطية دائما وجود ترابط عضوي بين الدفاع عن الوحدة الوطنية، وبين قضية البناء والنضال الديمقراطي للأحزاب السياسية. وذكر أن الوثائق المعروضة على المؤتمر جاءت انطلاقا من المقرر التوجيهي الذي هو وثيقة فكرية قيمية مرجعية، كما أنه يشكل خلاصة للذكاء الجماعي لمناضلي الحزب في الإجابة عن التحولات التي تعرفها هذه اللحظة التاريخية على المستوى العالمي والوطني. واعتبر أن الديموقراطية التمثيلية الآن محط نقاش عالمي، مشيرا إلى أن الحزب لا يمكن أن يعقد مؤتمر في هذا السياق، ولا يجيب عن موقفه من النقاش الكوني الدائر حاليا.
كما لفت الانتباه إلى أن السياق الوطني يعرف تحولات نوعية خصوصا فيما يرتبط بالنضال من أجل استكمال الوحدة الوطنية وترسيخها، مبرزا أن جبهة القوى الديمقراطية تعتبر أن هناك ترابطا عضويا بين النضال من أجل البناء الديمقراطي والوحدة الوطنية. وبالإضافة إلى المقرر التوجيهي الذي هو وثيقة فكرية تحدد رؤية الحزب على المدى المتوسط والبعيد، وتحدث الأمين العام عن عرض وثيقة أخرى خلال أشغال المؤتمر تتضمن البرنامج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي والبيئي الذي أجرأ النظرة البعيدة المدى على مستوى الولاية المقبلة للحزب لأربع سنوات. وأبرز، أيضا، أن المؤتمر سيتطرق إلى عدد من الأوراش بما فيها تعديل النظام الأساسي للحزب، إلى جانب عرض مشاريع مقررات وملتمسات، من بينها ملتمس بخصوص المناصفة، وآخر يرتبط بوحدة اليسار، وثالث يرتبط بالعمل النقابي، علما أن الحزب دخل في تجربة العمل النقابي مع حميد شباط، وهي التجربة التي ولدت ميتة، لاعتبارات عدة، بحسب قوله.