عرفت العديد من المناطق بالمملكة تساقطات مطرية جد هامة جاءت في وقت حساس، بعد أن ظن الناس أنهم باتوا قاب قوسين أو أدنى من شبح العطش، بيد أن معظم الفلاحين باتوا يتحسسون رؤوسهم من موجة غلاء الأعلاف، حتى أضحى أمر التخلص من الماشية والدواب بالأسواق الأسبوعية أمرا طبيعيا بثمن بخس، إلا أن قدرة القدير المنان الحنان، كانت كافية لانعاش آمال هؤلاء بعد أن أخذت الأرض زخرفها من جديد، وامتلأت الأودية والأنهار وقمم الثلوج بدورها اكتست رداءها الأبيض الناصع، وبالتالي ذبت الحركة من جديد بلغة العامية والكسابة، ومنهم من فضل الاحتفاظ بمابقي من رؤوس مواشيه، ومنهم من تأسف على تسرعه في بيعها في زمن الجفاف وتأخر الأمطار.
أمطار مارس هذه التي جاءت في مرحلة مفصلية من شأنها أن تنعش ما تبقى من آمال الفلاحين خلال الموسم الحالي الذي عانى ولازال يعاني من قلة التساقطات، ويأمل العديد من الفلاحين أن تعود هذه الامطار بالنفع على بعض الزراعات الربيعية، وبعض الخضروات كالبصل والجزر وكذا بعض الاشجار المثمرة، كما سيكون لها الأثر الايجابي خاصة على الفرشة المائية، إذ ستساهم هذه المياه المتدفقة من السماء في تعزيز المخزون المائي في العديد من السدود التلية والأنهار، ناهيك عن تغذية المياه الجوفية التي تضررت خلال السنوات الماضية، خاصة بعد حالات الترقب والخوف التي كانت تهيمن على الساكنة والفلاحين.