ترى هل يستطيع السيد عزيز أخنوش زعيم حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس الحكومة الحالي والذي استطاع أن ينتزع ثقة الناخب المغربي بسهولة أن يستمر متصدرا الخريطة السياسية التي أفررزتها صناديق اقتراع 8 شتنبر الماضي ؟ هل يستطيع أن يكون في مستوى الثقة الممنوحة له فيجسد بذلك آمال وانتظارات المغاربة كما جسد ستالين نظرية ماركس الإشتراكية مخرجا بها التنظير إلى طور التنزيل والتفعيل مغيرا بذلك وجه الكرة الأرضية ؟
حقا إن ما يتعين على السيد عزيز أخنوش أن يفعله ضمن ثالوته الحزبي يعد بمثابة ثورة اقتصادية واجتماعية شبيهة إلى حد ما بتلك روزفلت عام 1929حينما هزت الأزمة الاقتصادية كيان بلاده وكيان العالم فاستدعى بذلك فريقا من الخبراء الإقتصاديين أطلق عليهم إسم ” تروست الأدمغة ” والذين تمكنوا بفضل ” الخطة الجديدة ” من انتشال أمريكا ومعها بقية العالم من أخطر الأزمات التي عرفها تاريخ البشرية الحديث .
إنه بالفعل تحدي كبير ينتظره الشارع المغربي من أخنوش وفريقه الحكومي رفعه حتى يتسنى له بالتالي الخروج من أزمة اجتماعية زادت من حدتها جائحة كورونا الصحية العالمية .
وفي انتظار أن يقوم السيد أخنوش بتنفيذ برنامجه الحكومي الطموح الذي حاز مباركة المجلس التشريعي والمتناغم بشكل كبير مع البرنامج التنموي الجديد الذي جاء بمبادرة ملكية سيظل الناخب المغربي يراقب عن كتب ويترصد تحركات الفريق الحكومي برمته كما ترصدت امرأة العزيز بنبي الله يوسف عليه السلام لتجزى في النهاية كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ، كما كان الأمر بالنسبة لرئيس الحكومة السابق السيد سعد الدين العثماني وحزبه الذي مني بخسارة وهزيمة قاسيتين كونه لم يستطع أن يكن في مستوى انتظارات المغاربة ، وسيتمكن الجميع حينذاك من معرفة هل سيتمكن أخنوش وحكومته من استحقاق المدح كما مدح المتنبي سيف الدولة بقوله :على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم . أم أن مصيره سيكون مثل مصير سلفه المذكور .
إنها أسئلة مشروعة وحدها الأيام والشهور القادمة – وبعد أن اجتازت الحكومة المئة يوم –
بالإجابة عنها وفي انتظار اليوم الموعود نتنمى للسيد أخنوش وفريقه الحكومي كامل التوفيق والسداد .
بقلم يوسف العبودي